[size=16]بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ... أما بعدُ ...
بدايةً المسؤولية كتعريف لغوي ... مسؤولية من سؤال ... و اصطلاحاً ... هي عبارة عن إدراك للحقوق الموجهة نحونا كأفراد في المجتمع ... و من ثم تأدية هذه الحقوق أو الأعمال ... مع تنمية للإحساس الدخلي بقيمة هذا الأمور ... و تنفيذها بدقة متناهية ... مع مراعاة شروط هذه الأمور ...
و الوجه الأخر من المسؤولية أو الضد لها هو اللا شعور بالمسؤولية ... أو عدم الأكتراث ...
و المسؤولية هي جزء لا يتجزء من إيماننا بالله سبحانه و تعالى ... يقول المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم في الحديث الذي يرويه ابن عمر رضي الله عنهما : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... يتبين لنا من حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم ... أن كل فرد في مجتمعنا ... عليه حقوق و واجبات عليه تأديتها على وجهها ... و بأكمل صورة ...
و لنلخص المسؤوليات كأنواع حتى يسهل علينا فهمها و إدراك هذا الأمر العظيم ...
أولاً _ مسؤوليتنا نحو ربنا سبحانه و تعالى ... طاعته سبحانه و تعالى و توحيده و الإخلاص في عبادته ... و هو من أعظم الحقوق المفروضة علينا ...
ثانياً _ مسؤوليتنا نحو النبي صلى الله عليه و آله و سلم ... طاعته و عدم عصيان أمره ... محبته و تعظيم شأنه ... و تعظيم سنته و حديثه صلى الله عليه و آله و سلم ... و الذب عن مكانته و عرضه ... صلى الله عليه و آله و سلم ...
ثالثاً _ مسؤوليتنا نحو الصحابة رضوان الله عليهم ... محبتهم و موالاتهم و السكوت عما جرى بينهم من خلاف ... و الأستغفار لهم ... و الذب عن مكانتهم ...
رابعاً _ مسؤليتنا نحو أولادنا ... أن نربيهم على الإسلام ... و نؤدبهم ... و ننصح لهم ... و نساوي بينهم في العطايا ...
خامساً _ مسؤوليتنا نحو آبائنا ... برهما و الإحسان لهما ... و طاعتهما في معروف ... و وصلهما ...
خامساً _ مسؤولية الزوجة نحو زوجها ... طاعته في غير معصية ... و محبته و مودته ...
سادساً _ مسؤولية الزوج نحو زوجته ... أن يعاشرها في معروف ... و أن يُرفق بها و يُحسن إليها ... و أن يُنفق عليها ... و أن لا يُقبحها ... و أن لا يهجرها خارج البيت ... و أن يُعلمها الدين ... و أن يعدل بينها و بين سائر نسائه ... إنا كان من أهل التعدد ...
سابعاً _ مسؤولية المسلم نحو أخيه المسلم ... رد السلام عليه ... و محبته و موالاته ... و الدعوة له ... و أن يعوده إذا ما مرض ... و الذب عن عرضه و ماله ... و النصح له ... و أن يألم لمصابه ... و أن يفرح لفرحه ... و أن يُحب له ما يُحب لنفسه ...
ثامناً _ مسؤولية الجار نحو جاره ... عدم انتهاك حرماته ... و الأعتدا عليها ... و إكرامه ... و عدم الإساء إليه حتى لو كان يهودي أو نصراني ...
تاسعاً _ مسؤولية الحاكم المسلم نحو رعيته ... هنا الحقوق متبادلة بين الحاكم و المحكوم ... فمن لوازم أداء المحكوم لحقوق الحاكم أن يؤدي الحكام حقوق المحكوم ... و من حق الرعية على الحاكم ... أن يعدل بينهم ... و أن يحكم بما أنزل الله تعالى ... و أن يُحيطهم بالنصح و الرعاية ... و أن يجاهد عنهم ... و أن يقلق لراحتهم ... و أن يكون رحيماً بهم ... و أن لا يُغلق بابه دون قضاء حوائجهم ...
عاشراً _ مسؤولية الرعية نحو الحاكم المسلم ... طاعته في معروف ... و النصح له ... و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر دون تشهير أو سمعة أو رياء ... و أن لا يُنازعوه على الحكم ... و ألا لا يخرجوا عليه ما لم يروا منه كفراً بواحاً ...
الحادي عشر _ مسؤولية العالم نحو العوام ... دعوتهم إلى التوحيد و عبادة الله ... و تعليم الناس أمور دينهم ... و عدم كتمان شيء مما علمه الله ...
الثاني عشر _ مسؤوليتنا نحو الضيف ... إكرامه ... و عدم البخل عليه ...
الثالث عشر _ مسؤوليتنا نحو اليتامى و الفقراء ... الإحسان إلى اليتيم ... و عدم التعرض لماله ... و تربيته كما هو ابن لنا ... و واجبنا نحو الفقراء الإحسان إليهم ... و إعطائهم مما أعطانا الله ...
الرابع عشر _ مسؤوليتنا نحو أنفسنا ... من تحريم الأنتحار ... و عدم البخل على أنفسنا ... و التداوي ... و عدم الإسراف في الطعام و الشراب و النوم ... و عدم إجهاد النفس بما لا تُطيق ...
الخامس عشر _ مسؤليتنا نحو بلادنا ... محبة الوطن الإسلامي من الإيمان ... الدفاع عن أراضينا من الحقوق علينا ... و القتال دون اغتصابها ... و إعمارها ... و الأعتناء بنظافتها و بغاباتها و أشجارها ... و إعطاء حق الطريق ...
السادس عشر _ مسؤوليتنا نحو الحيوانات ... عدم إيذاء الحيوان ... و الرفق به ... و إطعامه ... و ذبحه كما أراد الله و رسوله ... و علاجه إذا ما مرض ...
السابع عشر _ مسؤوليتنا نحو الجن ... و هم أخواننا في الدين ... و من حقوقهم علينا عدم الإساءة إلى مساكنهم و طعامهم (العظام و الروث ) ... و عدم قتلهم إلا بعد ثلاثة أيام ...
و في الأخير ... كلمة ... كلنا يا أحبابي مسؤولون و علينا حقوق و واجبنا علينا أن نهتم بها ... و أن نعطيها الأهمية الكبرى من وقتها ... فعدم الأهتمام و اللامسؤولية ليس من صفات المسلم المتبع ... فلنكون مسؤولين حتى نكون بشراً أسوياء ... لا بشراً مشوهين ...
فلنحب أعمالنا و حقوقنا و واجبنا فالله يحب الإتقان في العمل ... كما قال عليه الصلاة و السلام : " إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً فليتقنه " فنكن كذلك ... و لا نكن هملين ... و لنعتمد على أنفسنا و نطورها ... و لا نكن أتكاليين ... كسولين ... مهملين ... سلبيين ... و لا داعي للكسل و الإهمال ... و ليكن قدوتنا حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته " ... فإذا فسد الراع فسدت معه الرعية ... و إذا أنا لم أربي ولدي التربية الصحيحة ... و اعلمه السلوك السليم ... فكيف أريد منه أن يبرني ... إذا ما كبرت ... و كيف أريده أن يسمع مني النصيحة إذا ما نصحته ... أنا المسؤول ؟؟؟ نعم و عليّ يقع اللوم ... لا على الولد ... و هو يفعل ما يفعل إنعكاساً لتصرفاتي ... أنا ... فلنبحث عن سبب الداء ... قبل أن نلقي اللوم على الأخرين ... و ليكن لدينا أهداف نوجه لها اهتماماتنا ... و على حسب قدراتنا ... و نثابر عليها ... للوصول إلى طريق النجاح و الحصول على مفتاح السعادة ... و الله هو الموفق لأمره ...
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ...