أسلوب العمل في كتابة مصاحف مجمع الملك فهد وطبعهاتكتب مصاحف المجمع بيد خطاط متمرس، مشهود له بالتفوق في كتابة المصاحف، هو الخطاط عثمان طه. وتشرف على كتابة المصاحف وطبعها لجنة علمية مختارة بعناية من المختصين في علوم التجويد، والقراءات، والرسم، والضبط، وعدِّ الآي، والوقوف، والتفسير، والفقه، واللغة، والنحو والصرف، وهي حالياً مكونة برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: عبدالرافع رضوان علي، وعبدالحكيم عبدالسلام خاطر، ومحمد الأمين ولد أيدا عبدالقادر، ومحمد الإغاثة ولد الشيخ، ومحمد عبدالرحمن أطول العمر، ومحمد عبدالله زين العابدين، ويوسف محمد شفيع عبدالرحيم، ومحمد تميم الزعبي.
تسير اللجنة في عملها وفق خطة دقيقة، وتراجع العمل خطوة خطوة، فكل عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤها ويدقق فيها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة، إضافة إلى المصطلحات والرموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معدّ لذلك، ويوقع عليه باسمه، ثم تجتمع اللجنة لمناقشة ما دوِّن في البيانات، وتصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرر، ثم يجتمع أعضاء اللجنة لمناقشة هذا البيان بكل جزئياته، فما أُجمع عليه يوقع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل، الذي يعاد مرة أخرى للجنة ، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئن اللجنة على سلامة ما كُتب. ثم تأذن اللجنة بالبدء بالتحضير للطباعة ((المونتاج ))، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقة متناهية، حتى تطمئن على سلامة التحضير للطباعة النهائية للمصحف الشريف.
وتتلخص الضوابط التي تسير عليها اللجنة في مراجعتها للمصحف الشريف فيما يلي:
1 - | اشتراط الإجماع في كل خطوة، والمصادر الأساسية من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين هي المرجع في حسم أي خلاف. |
2 - | التمسك بالحجة إن ظهرت، وإسقاط ما عداها، والحجة مبنية على الرواية وكلام الأئمة المتقدمين، ولا دخل للرأي والاستحسان فيها. |
3 - | اتباع قواعد الرسم العثماني، الذي حظي بإجماع الصحابة والتابعين. |
4 - | تجريد المصحف مما عدا القرآن الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مســـلم: ((لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فَلْـيَمْحُه )) وذلك خشية اختلاط نص القرآن بغيره والتباس ذلك على الناس، مما قد يكون مدخلا وسبباً للتحريف والزيادة، متأسية في ذلك بما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم في تجريد المصاحف العثمانية مما سوى القرآن الكريم، مما لم يحظ بالتواتر والقطع واليقين كترقيم السور، وعدد آياتها وبيان المكي والمدني منها، مما هو داخل في نطاق النص القرآني، حيث يمكن تفصيل الأقوال فيه وبيان الراجح من المرجوح في كتب التفسير، وعلوم القرآن الكريم. |
5 - | أما أسماء السور، ورموز الوقوف، والنقْط والشكل، فقد دعت الحاجة إلى إثباتها؛ لالتصاقها بالنص القرآني. أما ما هو خارج نطاق النص القرآني في حواشي الصفحات، كاسم السورة، ورقم الجزء، أو في جانب الصفحات، كرموز الأجزاء، والأحزاب، والأرباع، والأعشار، والأخماس، ورموز السجدات والسكتات، فلقلّة المحذور فيها؛ لبعدها عن مجال النص القرآني أثبتت بإخراج طباعي يختلف عن النص القرآني. |
لا تنتهي المراجعة والتصحيح عند هذا الحد، بل تمرّ بعد ذلك بخطوات دقيقة وفق أنظمة ومعايير معدَّة بعناية وإحكام، من أجل المحافظة على سلامة النص القرآني من أي خطأ، وحسن الإخراج الطباعي، وأنشئت من أجل ذلك إدارة من أهم إدارات المجمع هي ((إدارة مراقبة الإنتاج ))، تضم:
(أ) | مراقبة النص. |
(ب) | المراقبة النوعية للإنتاج. |
(ج) | المراقبة النهائية للإنتاج. |
(أ) | قسم مراقبة النص، وفيه ما يصل إلى ثلاثين مراقباً من المختصين في الرسم، والضبط، وعد الآي، والوقوف، ومن الحافظين المتقنين لكتاب الله تعالى بالروايات المختلفة. ويبدأ عمل هذا القسم مع أول خطوة من خطوات الطباعة، ويتوزع في ثلاثة أقسام: |
1 - | قسم مراقبة التجهيز؛ ومهامه التأكد من سلامة تركيب الصور (المونتاج)، وسلامة عمل الألواح الطباعية (البليتات) من خلال مراقبة التجارب الابتدائية للطباعة (الأوزليد). |
2 - | قسم مراقبة النص الابتدائية، ويقوم المختصون في هذا القسم بمراقبة ملزمة خلال ربع الساعة الأولى من بدء الطباعة، ثم مراقبة ملزمة كل ساعة، فإذا لُحظ أي خطأ؛ كضعف في الحرف، أو في شكله، أو في نقْطه، أو قطعٍ في الحرف، والشكل والنقْط، أوقفت آلة الطباعة فوراً حتى يتم تصحيح ذلك الخطأ. ويوقِّع جميع العاملين في هذا القسم على كل ملزمة تتم مراجعتها، وتحفظ في المكان المخصص لها حيث يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، كما تُسجل أي ملحوظة تكتشف في سجلات خاصة بذلك. |
3 - | قسم مراقبة النص النهائية: ويقوم بمراجعة الملازم مراجعة نهائية بعد طبعها، وبعد مراجعتها من قسم المراقبة الابتدائية، وبالأسلوب نفسه الذي يسير عليه القسم السابق، وتحفظ الملازم التي تتم مراجعتها، بعد التوقيع عليها من أعضاء اللجنة للرجوع إليها عند الحاجة. |
(ب) | أما قسم المراقبة النوعية للإنتاج، فهو المسؤول عن مراقبة العمل على خطوط الإنتاج، وتحديد الأخطاء، وما يمكن إصلاحه، وما يجب إتلافه، ويتفرع العمل في هذا القسم إلى ما يلي: |
1 - | قسم المراقبة النوعية على المواد: للتأكد من مطابقة المواد الأولية للمواصفات المحدَّدة، بإجراء الاختبارات والفحوصات الميدانية والمخبرية، والتأكد من سلامة تخزين المواد الأولية في مستودعات المجمع حسب الأساليب الصحيحة للتخزين، والتأكد من توافر أنظمة سلامة التعامل مع المواد الأولية وشبه المصنعة، والمصنعة على مختلف مراحل الإنتاج، والتأكد من توافر الظروف المناخية الملائمة، كدرجة الحرارة والرطوبة ونوعية الماء، إضافة إلى متابعة تسليم المواد الأولية لمراحل الإنتاج المختلفة. |
2 - | قسم المراقبة النوعية على أعمال التحضير والتصوير، وألواح الطباعة، ويقوم بمراقبة هذه الأعمال حتى تبدأ مرحلة الطباعة. |
3 - | قسم المراقبة النوعية للإنتاج، وتبدأ مهمة هذا القسم مع بدء أعمال الطباعة؛ للتأكد من سلامة المواد الأولية الداخلة في تصنيع العمل الطباعي وجودتها، وبخاصة الورق والأحبار، ومطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة |