ليس كلاما هذه المرة؛ ولكنها الحقيقة التى تقع فعليا على
الأرض؛ فقد دعت أصوات صهيونية داخل إسرائيل بجعل يوم 16 مارس الحالى يوما لبدء
العمل فى بناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك
!!!
فبعد الحفريات الإسرائيلية المستمرة تحت أساسات المسجد الأقصى
الشريف التى جعلت المهندسون المعماريون يقولون عنه" أنه أصبح معلقا فى الهواء" بسبب
إنشاء حكومة الاحتلال الصهيونية شبكة من الأنفاق تحت أعمدته وأساساته ؛ تقوم قطعان
المستوطنين الإسرائيليين بحماية من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح باقتحام باحات
الأقصى الشريف لتدنيسه وفرض واقعا جديدا يمكنهم من الاستيلاء
عليه.
وذلك عن طريق فرض حصار أمني عليه يمكنهم من إغلاقه فى وجوه
المسلمين المصلين، وبالاعتداء على حراسه المقدسيين، الذين يتصدون مع الشباب
المرابطين داخله لهذه الاقتحامات الاستفزازية العدوانية بأجسادهم التى تتلقى
قنابلهم ورصاصهم؛ فيسقط منهم الجرحى والمصابين، وتسيل منهم الدماء الزكية فداءا
للأقصى ودفاعا عن مقدسات العرب والمسلمين.
وأخذت الاقتحامات تتكرر بشكل شبه يومى ؛ بعد السرقة
العلنية التي اقدمت عليها الحكومة
الإسرائيلية من خلال إعلانها منذ أيام عن
ضم مسجد "بلال بن رباح " ومسجد "الحرم
الإبراهيمي الشريف" إلى مايسمى بـ:"قائمة
التراث اليهودى" ؛ وكأن مساجدنا الشريفة صارت أماكن يتعبد فيها الصهاينة اليهود
!!!
"الحرم الإبراهيمي الشريف" الذى شهد مذبحة وحشية على يد
الصهاينة الإسرائيليون فى عام 1994 م
عندما أفرغت عصابة منهم بقيادة المتطرف "جولدشتاين" رصاصات رشاشاتهم فى ظهور
المصلين فور إنتهائهم من أداة صلاة الفجر؛ فاستشهد منهم 50 فلسطينيا على
الفور،وأصيب مئات آخرون إصابات مختلفة
.
" 30 شهرا فقط وتصبح القدس بكل مقدساتها يهودية " : هكذا تعهد
الصهاينة الإسرائيليون؛ وبالفعل ينفذون مايقولون؛ وتسرق بيوت وأراضى الفلسطينيين فى
القدس والضفة الغربية، ويطردوا منهابالقوة ليعيش الفلسطينيون المطردون من ارضهم
فى العراء، وتهدم بيوتهم بآلآت الهدم الإسرائيلية ؛ ليأخذ الصهاينة المحتلون الأرض
ويبنون عليها المستوطنات التى يزيد عددها يوما بعد يوم حتى كادت أن تبتلع كل القدس
والضفة الغربية.
ويتزامن التهويد مع استمرار حصار غزة لما يقرب من 3 أعوام
وحرمان أهلها من الخروج من هذا السجن الكبير الذى يسجن فيه مليون ونصف المليون
فلسطيني ، الذين لم يكن لهم أى ذنب سوى تمسكهم بأرضهم واختيار الموت فيها على
الركوع والتسليم للعدو الصهيوني المحتل.
كل يوم يأتى تستصرخ القدس العرب والمسلمين، وينادى
الأقصى"أنقذوني قبل ان تفقدوني" ، وينادى أهل غزة المحاصرين " فكوا عنا الحصار..
أنقذوا مرضانا من الموت .. نعيش حياة لايرضاها البشر.." وللأسف ... ما من مجيب !!!
وللاسف لا تخرج ردود أفعالنا عن التجاهل تارة ، أوالتقليل من
وقع هذه الكوارث اليومية تارة أخرى، و على أحسن الأحوال نشجبها على استحياء
فنقول:"منهم
لله، هو إحنا بس هنعمل إيه "!!!
فلسطين واجب الأمة، والأقصى مسجد المليار مسلم ونصف المليار
مسلم علي امتداد العالم ؛ وليس مسجد الفلسطينيين وحدهم.
وعلينا أن نتذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم :" المسلم أخو
المسلم لايظلمه ولايسلمه ولايخذله" أو كما قال صلى الله عليه وسلم؛ وهذا الحديث
يجعل نصرة إخواننا المرابطين فى فلسطين المحتلة واجب ديني قبل ان يكون تدخل انساني
يفرض علينا أن ننتفض من أجلهم؛ ليعلم الصهاينة أن للأقصى حراسا فى كل مكان؛ وأن
للفلسطينيين إخوان
وللنصرة أشكال كثيرة منها : النصرة بالكلمة
والموقف:
أي بإبداء الموقف المطلوب إزاء مايحدث من انتهاكات ليعلم
الصهاينة أن للفلسطينين أهل ينتصرون لهم ، وأن المسلمين لامكن أن يفرطو فى
مقدساتهم؛ وذلك من خلال المسيرات السلمية ومناشدة الجهات المعنية بالوقوف في صف
المظلوم والقيام بمسؤولياتها وأخذ مواقف جادة تمنع التهويد وتحمى القدس
والفلسطينيين وتطالب الحكومة المصرية بتخفيف معاناة الفلسطينيين من خلال الفتح
الدائم لمعبر رفح شريان الحياة لأهل غزة والفلسطينيين لدخول المساعدات الانسانية
.
النصرة بالإغاثة
:
من خلال تقديم التبرعات المالية أو العينية والطعام والدواء والكساء؛ كل حسب مقدرته للجهات
المختصة لتعزيز صمود الفلسطينيين على
أرضهم؛ قال صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من بات شبعان وجاره إلي جواره جائع"أوكما
قال صلى الله عليه وسلم.
النصرة بإصلاح النفس والدعاء
:
"مانزل بلاء إلا بذنب ومارفع إلا بتوبة"والدعاء سلاح
المؤمن،ولايرد القدر إلا الدعاء.